انتظار في السويداء

   كم كانت فرحتي عارمة، عندما انتهت إليّ مجموعتك الشعرية "مراهقة" الطبعة الثالثة، وفيها خبر زيارتك السويداء، بعد عدة أسابيع، وفي نهاية الدعوة الموجهة اليك من احدى الدول العربية. 
   هذا الخبر أفرحني، وجعلني أنتظر بشوق ولهفة الساعة الجميلة الحلوة التي ألتقي فيها بأخ حبيب، عزيز على قلبي، محبب الى نفسي، فعاطفتنا الرقيقة متلاقية، وقلبنا الخافق موحد، وأرجو أن تعلمني مسبقاً عن موعد وصولك للسويداء، ومن الطبيعي سوف تمر في دمشق، وعند وصولك دمشق، تخاطبني هاتفياً للسويداء، وتخبرني عن مكان وجودك، وأنا أكون في البيت دائماً من بعد الظهر حتى صباح اليوم الثاني.. ولقد أصبحت بانتظار عناقك وتقبيلك، والترحيب بك. أرجو أن يتحقق الحلم.
   أرسلت اليوم الى الدكتورة سمر العطار عدد مجلة "الثقافة" الشهري، الذي نشر فيه مقال الاستاذ محمد زهير الباشا حول رواية "لينا.. لوحة فتاة دمشقية".
   قد يطول الجدل بيننا حول الشعر الفصيح والشعر العامي، وأنا أتفق معك بأن الشعر الجيّد يبقى شعراً، ولكنني أختلف معك من ناحية خلود هذا الشعر، وبقائه عائشاً على مرّ الأجيال. ولنا جولة طويلة عند اللقاء حول هذه المواضيع.
   أنا بالانتظار أعد الأيام والساعات، مع قبلات حارة.
السويداء في 7/10/1987
**