احتجاب ليلى

      تأخرت في الكتابة اليك بعد احتجاب "ليلى" عن الصدور، لأن هذا الاحتجاب أثار في نفسي الألم والحزن، لأن بقاء "ليلى" على قيد الحياة، كان بيرقاً خفّاقاً في سماء المهاجر، يمثّل الأدب العربي بكل أشكاله، والوانه، ومعطياته، ونقاء الفكر القومي بكل ما له من ميزات في عالمنا المطلوب لتفعيل الحياة. 
   وما أحوجنا الى مثل هذا الصوت يعلو بنبراته في بلدان الاغتراب، ويعبّر عن تاريخنا وحضارتنا وأمجادنا. وكانت "ليلى" تحمل هذه الرسالة، وتضيء كل الجوانب المعتمة من حياتنا.
   لماذا توقّفت "ليلى" عن الصدور؟ 
   لماذا توقف البلبل الغريد عن الشدو على افنان الغربة؟ 
   لماذا احتجبت "ليلى" وهي كانت المرآة الصادقة للأدب والفن والتاريخ؟
   كل هذه التساؤلات أحاطت بي، لأنني أجهل السبب المقنع، ولا أظن أن النفقات المادية قد حالت دون الصدور، ولا النبع الفيّاض بالابداع والفكر قد توقّف. أحتار في السبب، واحتار كيف أفسّر تراجع الفرسان في حلبة الخلود القومي.
   حبيبي شربل..
   حاول أن تقنعني بالاسباب التي أدت الى احتجاب صدور مرآة الأدب والعروبة والفكر عن الاستمرار في حلبة الحياة، كي لا يستمر قلقي وألمي لغياب نجمة وضاءة من سماء الاشعاع.
السويداء في 7/1/2001
**