انسانية فائضة

   لا أحب المديح، لي أو منّي، ولكنني الآن مكره على مديحك والثناء عليك، والاعجاب بك، وبمواهبك، وبإنتاجك، وبإنسانيتك الفائضة، وبمبادئك التحررية من كل نزعة طائفية أو مذهبية.
   فكم أدهشني "مناجاة علي"، وكم أغراني عمقك ورؤيتك، وأنا من المؤمنين بالانسانية المجردة البريئة بكل مفاهيمها ومعانيها، والكارهين للمذاهب والأديان، ولكنني أقدّس الامام علي كرّم الله وجهه، لأن تاريخه الناصع يشهد له بانسانيته، وتعبّده في كل هياكل ألأخلاق، من صدق ونزاهة ومعرفة، والتمسك بكل القيم العليا، وعدم الانحراف عن الصراط المستقيم مهما كانت الظروف والمناسبات، وعظمته في فلسفته وعلمه وفكره. انني أقدسه وأتعبّد في محرابه.
   قدّمت نسخة من "مناجاة علي" الى العلامة الدكتور عبداللطيف اليونس، وأرجو أن يعطي هذا المؤلف حقّه من البحث والتقدير والوصف، ولن أتأخر عن كتابة دراسة عنه وعن انتاجك الأدبي واغنائك المكتبة العربية بالابداع.
   الطرد البريدي استلمته سالماً، ونشرة الرابطة قرأتها كلها، جاءت خالية من وصف حفل توزيع الجائزة، ولكن من برنامج حفل التوزيع المسجل فيها، استوحيت هذه الكلمة، ووزعتها على كافة الصحف، ومن جميل الصدف أن يكون زكي قنصل في دمشق، وكل يوم تقام له حفلة تكريم، أو أمسية شعرية، في دمشق وغيرها من المدن. وسوف يأتي دور زيارته للسويداء والاحتفاء به. سلمت عليه في دار شقيقه، ومن ثم التقيته، وذكر الرابطة وأعضائها ومكارم أخلاقهم على شفاهنا ونطقنا.
   روائع في الأشرطة لا توصف، وجمالات في المسرحيات تبلغ القصوى، سأكتب عنك الكثير الكثير يا حبيبي شربل، لأنك نذرت نفسك للأدب والفكر والانسانية، وتربعت في صدارة الاخلاص والوفاء والابداع.
   أرجو أن ترسل اليّ نسخة عن كل ما قيل في حفلة توزيع الجائزة لنشرها، لأنه بفضلك وفضل الأخ أكرم المغوّش، ورئيس وأعضاء رابطة احياء التراث العربي في أستراليا، أصبحت هذه البلاد في قمة التاريخ، والعرب في أستراليا في مقدمة المغتربين العرب في كل أنحاء المعمورة. واني أؤمن بأنه سيأتي يوم تزورون واخوانكم العرب سورية فنتعارف ونحتفل، ونستعيد هذه الذكريات.
   تحيّتي الحارة الى السيدة الوالدة.
السويداء في 3/2/1992
**